يهدف موضوع البحث الموسوم بعنوان (آراء إميل درمنغم حول الصحابة دراسة نقدية في كتاب حياة محمد) إلى التعرف على منهجية درمنغم في كتابه، وآرائه في الصحب الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، خاصة وأن بعض المتخصصين في السيرة والتاريخ وضعوه في دائرة المستشرقين المنصفين للإسلام ورسوله، وتُرجم كتابه إلى العديد من اللغات، وطبع أكثر من مرة، ويرجع إليه المسلمون في باريس، مما يعطينا دلالة واضحة على سعة انتشاره، وترجع أهمية الموضوع إلى التعرف من خلال درمنغم على مدرسة الاستشراق الفرنسي، التي هي من أقدم مدارس الاستشراق الغربي، خاصة وأن تلك المدرسة تطرقت للعديد من الدراسات التي تتصل بالإسلام وتاريخه ورجاله الأوائل، وقد انتهجتُ في هذا البحث المنهج التاريخي القائم على التحليل والنقد، ورصد ما يقوله درمنغم عن صحابة رسول الله >، وبيان مدى صحة أقواله من خطئها من خلال المصادر الحديثية والتاريخية، محاولاً الوصول إلى المعلومات الأقرب إلى الصواب والمنطق، ورددتُ على الشبهات التي أثيرت بطريقة علمية خالية من التحامل، وقريبة من الإنصاف ما وسعني الجهد لذلك، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج من أههما: أن منهج درمنغم في تناول حياة النبي وصحابته فيه أخطاء منهجية كبيرة، يسوقها للأسف دون حجج أو أدلة واضحة، ويعتمد فيها على الروايات الضعيفة دون الصحيحة، كما أنه ينظر إلى الأحداث والوقائع التاريخية دون مراعاة الزمان والمكان التي حدثت فيهما، ويسوقها بمنظور عصره