الإدماج يعني البيت الذي اشترك مصراعاه في كلمة واحدة, وهو ظاهرة عروضية يطلق عليها عند المتأخرين التدوير, وهذا النمط من الشعر يدور حوله لفيف من التساؤلات, وُيُنْظَرُ إليه على عيب عروضي, وعجز من الشاعر. فيوضح هذا البحث من خلال الرصد والتحليل أن للشاعر من وراء مسلكه هذا مغزًى يتغيَّاه في الشكل والمبنى، ومرادًا يرومه في المضمون والمعنى, وبُغيةً في الطَّرَبِ والمغنى, ولا يتمُّ ذلك إلا بالإدماج، إن هذا النمط من الأداء الشعري يمثِّل إشكالية حقيقيةً لدى شداة الباحثين والمبتدئين, فهو بمثابة حجرِ عثرة وعقبةٍ كؤود تضطرب عندها مقدرتهم العروضية على تقطيع البيت المُدْمج تقطيعا سليما يؤول إلى نسبته إلى بحره نسبة حقيقية صحيحة لا لبس فيها ولا احتمال، لا جرم أن هذه الإشكالية متأتِّيَةٌ من طريقة كتابة البيت المدمج في المصادر والمراجع اللغوية والأدبية المطبوعة والموسوعات الشعرية الإلكترونية؛ إذ إن منها ما يجعل غيرَ المدمج مدمجًا, والمدمجَ غيرَ مدمج. وَقَدْ تَأَلَّفَ البحثُ مِنْ مُقَدِّمَةٍ، وَمَبْحَثَيْنِ اثْنَيْنِ، وَخَاتِمَةٍ، وَثَبَتٍ بِأَهَمِّ الْمَصَادِرِ وَالْمَرَاجِعِ. وَلَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَنْسُوقًا عَلَى النَّحْوِ الآتِيْ: الْمُقَدِّمَةُ: تَنَاوَلَتْ أَهَمِّيَّةَ الْمَوْضُوعِ, وَأَسْبَابَ اخْتِيَارِهِ، وَخُطَّتَهُ، وَأَهْدَافَهُ الْمَرْجُوَّةَ، وَمَنْهَجَهُ، الْمَبْحَثُ الأَوَّلُ: { الْإِدْمَاجُ الْعَرُوضِيُّ وَإِشْكَالِيَةُ التَّحْرِيرِ}، الْمَبْحَثُ الثَّانِي:{ الْإِدْمَاجُ فِي الشِّعْرِ الْعَمُودِيِّ بَيْنَ الشَّكْلِ وَالْمَعْنَى }، الْخَاتِمَةُ: خُتِمَ الْبَحْثُ بِذِكْرِ أَهَمِّ النَّتَائِجِ وَالثِّمَارِ مِنْ خِلالِ مَبَاحِثِهِ, وَالتَّوْصِيَاتِ الَّتِي تَوَصَّلَ إِلَيْهَا.