تبحث هذه الدراسة فناً معيّناً من فنون البلاغة؛ وهو (التقديم والتأخير) في تفسير (جامع البيان في تأويل آي القرآن) للإمام الطبري رحمه الله تعالى، وهو أحد أوجه تفسير آيات كتاب الله تعالى، وأحد أهم أوجه البلاغة، ومسلك من مسالكها، طلباً لحمل تفسير القرآن على أفضل وجوه التفسير؛  وكانت هذه الدراسة في مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، حيث قسَّمتُ المواضع الواردة في تفسير الإمام الطبري من قبيل القول بالتقديم والتأخير إلى قسمين كل قسم في مبحث، فأما القسم الأول فهو بعنوان: (الْمُقدّم ‌الذي ‌معناه ‌التأخير)، وذلك في المبحث الأول: وكان عشرة مطالب حسب جرد تفسير ابن جرير. وأما القسم الثاني فبعنوان: (الْمُؤخّر ‌الذي ‌معناه ‌التقديم)، وذلك في المبحث الثاني: وكان في أحد عشر موطناً حسب جرد التفسير كذلك، وقد تناولت ذلك في نقاط أربعة هي:  أولًا: إيراد نص الآية الكريمة محل القول فيها بالتقديم أو التأخير، ثانيًا: إيراد نص الإمام الطبري سواء قوله الذي رآه أو نقله عن آخرين، ثالثًا: دراسة وتحليل اختيار الإمام الطبري لهذا القول وتصويبه أو رده، رابعًا: النتيجة والخلاصة بعرض رأي الباحث في ذلك،وكان من أهم نتائج الدراسة: بيان علو منزلة الإمام الطبري، وأهمية تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) لِمَا فيه من عرضٍ لأقوال تفسير الصحابة والتابعين، الوقوف على المواضع التي أورد فيها الإمام الطبري القول بالتقديم والتأخير في تفسيره مع التأييد أو التفنيد.