جاء هذا البحث محاولة للوقوف عند الإعجاز البياني لآية من كتاب الله، وهي آية العز، خاتمة سورة الإسراء، بوصفها مثالًا للقيم البيانية في سورة الإسراء، التي هي مثال للقيم البيانية، ومستوياتها في القرآن المجيد، وهذا الوقوف يأتي تشرفًا بالتمعن فيما تكتنزه هذه الآية من وفرة في الإشارات البيانية؛ لتحليلها تحليلًا بلاغيًا، وصولًا لغاية جليلة، وهي الكشف عن بعض أوجه الإعجاز البياني في هذه الآية؛ لأنه لا يمكن استيفاء جميع عناصر البيان في الآية إلا بدراسة شاملة وفق متطلبات الدراسة البيانية البلاغية، ومن أجل الاقتراب من مظاهر هذا البيان المتفرد، والدخول في محاولة سبر ما فيها من بيان أعلى جاء البحث في خمسة مطالب: الأول الدلالات، تناول بلاغة أسلوب التعريض. الثاني التراكيب، تناول أساليب: الأمر، والنفي، والتقديم والتأخير، والفصل والوصل، والتقسيم، وتناسب الأطراف. الثالث الألفاظ، تناول أسلوبي التعريف والتنكير، ووزن الفعل مضعّف العين. والرابع الأصوات، تناول بلاغة الاشتقاق، وجمالية الفاصلة. والخامس تناول بلاغة مناسبة الآية لما قبلها من آيات السورة، وما بعدها من خارج السورة.
وهذه المطالب فرضتها الدراسة البحثية، وليس ظاهرها أنه فصل بين جوانب الوفرة البيانية في هذه الآية العظيمة، وإنما بها يلم الدارس تنوع مفردات البيان الأعلى فيها، وبها يصل إلى رؤية متكاملة شاملة عنها، هذا ما ترجوه الدراسة، وقد نهجت الدراسة الأسلوب التحليلي الاستقرائي في رصد هذه الوفرة البيانية في هذه الآية الكريمة.