إنَّ اللهجات العربية مرآة صادقة ومعبرة عما يدور فى القبائل العربية, فهي تنقل لنا عاداتهم وتقاليدهم وظروفهم الحياتية المختلفة  فى إقامتهم وارتحالهم, وكيف تأثروا بمن جاورهم من القبائل وأثروا فى غيرهم, ومن أشهر اللهجات العربية اللهجة اليمنية بمختلف بطونها وقبائلها كطيئ وقضاعة وحِمير والأزد وغيرهم، هذه القبائل اشتركت فى بعض الخصائص اللغوية وانفردت بعضها ببعض الخصائص دون غيرها, وقد تتبعت هذه اللهجة فى معجم (المحيط فى اللغة لابن عبَّاد) ذلك المعجم الذي يُعد من أشهر معاجم العصر الذهبي للمعاجم العربية, والذي حاول فيه صاحبه جمع أكبر عدد من ألفاظ اللغة والإحاطة بها طارحا الكثير من الشواهد وأقوال اللغويين فجاء بحثي بعنوان: ((اللهجة اليمنية فى "المحيط لابن عبَّاد" جمعا ودراسة))، وقد حاولت من خلال دراستى الكشف عن الخصائص اللغوية للهجة اليمنية فى ذلك المعجم, واتبعت فى هذا البحث المنهج الوصفي مستخدما من أدواته التحليل والإحصاء, فقمت بجمع اللهجات اليمنية وتصنيفها ودراستها على مستويات اللغة المختلفة مع توثيق النصوص والآراء من مصادرها الأصلية, ثم أستخلصت أهم النتائج والتي منها: اللهجات اليمنية استقلت بعدد غير قليل من المفردات الخاصة, وبخاصة فيما يتعلق بالأمور التي تتعلق بالزراعة والمحاصيل, وهذا يؤكد دور البيئة الجغرافية فى نشأة اللهجات. وجود رسوبات وبقايا للهجات اليمنية_ وبخاصة لغة طيئ_ فى اللهجة المصرية وعلى ألسنة العوام من المصريين.