علم القراءات القرآنية من أجل العلوم وأشرفها منزلة، وأعلاها قدرًا؛ لتعلقها بكتاب الله، وقد هيأ الله سبحانه وتعالى رجالًا مخلصين عنو بحفظ القرآن الكريم، ومعرفة أوجهه وقراءاته، وبهذه المعرفة كان لهم اختيار لقراءة معينة من بين الكثير من الأوجه والقراءات التي نقلوها، ورووها، وقد بنى العلماء اختيارات القراء للقراءات القرآنية؛ على بعض المعايير المستخدمة لديهم، والتي يقاس بها قبول القراءة، منها ما هو عام، ومنها ما هو خاص في اختيار قراءة عن أخرى، اختيار دوام ولزوم؛ لا هوى واختراع، وأبو عمرو بن العلاء من هؤلاء القراء الذين كان لهم اختيار، اشتهر عنه، وعُرف به، ونسب إليه بلفظ الاختيار، أو القراءة؛ لذا يهدف البحث إلى جمع أراء أبي عمرو في القراءات القرآنية، وتعليلاته في اختيار القراءة. ووضع معيار أو ضابط لتلك الاختيارات عنده، وعند القراء عامة؛ وقد استخدم الباحث المنهج الاستقرائي، والوصفي، والتحليلي؛ للكشف عن تلك المعايير التي وضعها أبو عمرو لاختياراته، ومنها أنه كان يختار الأفصح، ويلتمسه في لسان قريش، أو لسان تميم، وتجد ذلك في توجيهه أو تعليل اختياره. وقد شملت أهم نتائج البحث تنوع معايير الاختيار عند أبي عمرو؛ لتشمل: اللغة، والدلالة، والأثر، والرسم، ويندرج تحت كل معيار ضوابط لتحديد ذلك، ويوصي البحث بإعادة دراسة جميع الرسائل والأبحاث المتعلقة بالقراءات القرآنية، وصبغها بأفكار جديدة، ودراسات حديثة؛ وفق الضوابط والمعايير التي توصل إليها البحث، مع كثرة المصادر والمراجع وتوافرها عما سبق، وتنوع الوسائل العلمية الحديثة.