يعكس فن الأدب الساخر المعاناة البشرية،وهو لون من الهزء المبطن في قالب لغوي تهكمي،وهو ليس لمجرد الإضحاك؛بل يسلط الضوء علي السلبيات.وعاصم حنفي أحد رواد السخرية في العصر الحديث،واتخذت السخرية لديه أنماطا شتي ؛سخرية من نفسه،ومن مجتمعه،ومن الزمان،ومن المكان.وتحتل القضايا الاجتماعية من سخريته مساحة كبيرة،ومن أبرزها:تقاليد الزواج المرهقة،والأغاني الهابطة،والإعلام المتأزم،والشحاذة والتسول،والعري والتحلل.وقد امتلك الكاتب أدوات التشكيل الفني للسخرية من خلال اللغة الساخرة التي ظهر أثرها في بعض العناوين الجذابة مثل:النازية في فراش الزوجية-عاطلون لكن أثرياء-المطرب المليونير-زكاة الموظفين.وترتبط السخرية بالمفارقة في صور متعددة مثل:مفارقة الألفاظ-مفارقة الأحداث-مفارقة الزمان والمكان.ويلجأ الكاتب إلي التناص مع
الشعر وبعض الأمثال الشعبية،كما يتكئ علي التصوير الساخر القائم علي التشبيه حينا والمجاز حينا آخر.وقد استطاع عاصم حنفي من خلال فن السخرية أن يطرق موضوعات عصرية مما جعل المتلقي يتفاعل معه ويتأثر بطرحه .