كانت جهود الهنود في الحرمين الشريفين، واضحة في كافة النواحي السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ولكنها ظهرت أكثر في الناحية العلمية، فكان لعلماء الهند جهود متنوعة في المجالات العلمية المختلفة كالتدريس، والتأليف في شتى العلوم والفنون، ويهدف البحث إلى إبراز الدور العلمي للهنود، الذين أثروا الحركة العلمية في الحرمين الشريفين في القرنين الثامن والتاسع الهجريين، أما خطتي في معالجة قضايا هذا البحث فقد استهللت البحث بدراسة تمهيدية عن هجرة الهنود إلى الحرمين الشريفين، موضحاً الأسباب التي دفعتهم إلى النزوح إليهما وتوطنهما، ثم تناولت النشاط العلمي للهنود في مكة والمدينة، فألقيت الضوء على قيامهم بالتدريس في الحلقات العلمية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ثم أوضحت جهودهم في العلوم الدينية والعربية، وفي العلوم العقلية، وأخيراً جهودهم في العلوم الاجتماعية موضحاً أشهر علمائهم، وأهم مصنفاتهم في هذه الميادين، وعن منهج الدراسة فقد اتبع الباحث منهج التاريخ السردي الوصفي التحليلي حيث سرد ووصف الأحداث وتحليلها من خلال ما توفر من مصادر ومراجع، وقد اعتمدت في معالجة قضايا البحث على المصادر الأصلية التي عاصر مؤلفوها فترة البحث، ثم المراجع المطبوعة.