تعد دراسة التماسك النصي في النصوص المختلفة من الدراسات المهمة في العصر الحديث، لذا يهدف هذا البحث إلى إبراز أهم عناصر التماسك النصي في خطب أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فمن خلال تلك الدراسة تبين أن لغة الخطاب لديه رضي الله عنه واضحة وسهلة، لا غرابة فيها ولا غموض، واستخدم فيها بعض المحسنات البديعية دون إسراف، ومثل سياق المقام والزمان والبيئة وحال المتكلم والمخاطبين دورًا بارزًا في أسلوب خطبه رضي الله عنه، حيث غلب عليها الاستهلال بالجملة الاسمية، لأنه أراد تأصيل أمور ثابتة حتى تترسخ لدى المخاطبين، كما أثَّر السياق تأثيرًا ملحوظًا على الإحالة بالضمائر وغيرها، ومن ثمَّ ساعد على ترابط النص وإيصاله للمتلقي، وقد ظهر دور الإسلام في بناء الشخصية القيادية، ومن ثم ظهر أثره في بناء الخطابة في عصر الخلفاء الراشدين عامة، والتي أخذت طابعًا مميزًا في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه خاصة. أهمية الموضوع: خطب الإمام عثمان بن عفان–رضي الله عنه- جديرة بأن نوليها عناية ونعيد على ضوئها الاستنتاجات الخاصة بمظاهر التماسك النصي، خلافة سيدنا عثمان –رضي الله عنه- لها ظروف خاصة جعلت لخطبه قسمات متفردة، وتكمن إشكالية البحث في إبراز وتوضيح ما يأتي: التماسك التداولي وأثره في خطب سيدنا عثمان –رضي الله عنه-، أثر السياق في تنويع موضوعات الخطب وترابطها، عناصر الإحالة في خطب سيدنا عثمان –رضي الله عنه-، سمات الشخصية القيادية لدى الخليفة عثمان –رضي الله عنه- وأثرها في الخطابة، العلاقة بين الخطيب والمتلقي وأثر ذلك في تماسط النص وترابطه.