يدور هذا البحث حول وصية لمحمد الفاتح لابنه، تلك الوصية التي جمعت كل القيم النبيلة والأخلاق السامية، وقد خاض البحث غمار هذه الوصية مبينًا التراكيب والأساليب التي استخدمها محمد الفاتح في الوصية، كاشفًا الدلالات المتنوعة التي تكمن في وجود هذه التراكيب والدلالات في الوصية، والتي تدل على شخصية محمد الفاتح وفصاحته وقوة بيانه؛ وذلك لأنه كان مجيدًا للغة العربية تحدثًا وكتابة -كما ذكرنا- أثناء المعالجة في البحث، فقد أدى تنوع التراكيب والأساليب إلى تنوع في الدلالات: فقد أكثر محمد الفاتح من استخدام الأساليب الأمرية، وهذا يدل على عنايته واهتمامه بابنه؛ إذ إنه يعده لأمر جلل، واستخدم -أيضًا- أسلوب النهي؛ وذلك لأنه أراد أن يبعد ابنه عن كل الأمور التي نهاه عنها في الوصية، واستخدم محمد الفاتح -أيضًا- التراكيب والأساليب الآتية: (التحذير، الشرط، الإشارة، الاستدراك)، علاوة على استخدامه لضمير الفصل؛ مما يدل على قوة بيانه وفصاحته؛ إذ إن استخدامه لتلك التراكيب والأساليب لم يكن عبثيًّا، وإنما كان مقصودًا لذاته؛ لما لهذه الأساليب وتلك التراكيب من أثر في ترابط نص الوصية وتماسكه؛ فتعدد التراكيب والأساليب في الوصية أدى إلى ترابط النص وتماسكه، وتنبيه متلقي الوصية إلى ضرورة الأخذ بما جاء فيها والعض عليه بالنواجد.