شهدت العلاقات الأردنية الفلسطينية منذ بداية عام 1970م، بداية لظهور الخلافات العلنية بين الطرفين، وقد جرى التعبير عن ذلك في أكثر من مناسبة، حاول النظام فى الأردن من خلالها الحفاظ على هيبته وسيطرته على الأحداث الداخلية في بلاده، أمام المد المتواصل لقوات الفدائيين الفلسطينيين، وقد أدت جملة الأحداث السابقة إلى تفجير الموقف بين النظام فى الأردن وقوات المقاومة الفلسطينية على نحو عنيف فيما عرف بأحداث سبتمبر 1970م، وتعد أسباب تلك الأزمة انعكاسًا لمستويات الضعف السياسى والاقتصادى والاجتماعى التى أصيبت بها الأنظمة العربية فى تلك الفترة، بالإضافة إلى عجز منظمة التحرير الفلسطينية عن توظيف المجهود الفدائى فى الاستغلال الأمثل، أيضًا لم يطور الأردن من أسلوب تعامله مع المنظمات الفدائية، وهذا ما عجل فى الصدام بينهما، وقد جاءت نتيجة هذه الأزمة متفقة تمامًا مع أهداف الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث استقر الأمر للملك (حسين) في الحكم دون منازع، وفقدت قوات المقاومة الفلسطينية في الأردن جزء كبير من العدة والعتاد، وانسحب الجيش السورى من الأردن -بمساعدة دولية صحيح-، ولكن من دون تواجد لأى قوات دولية في المنطقة، وأخيرًا وضعت تلك الأزمة الأردن تحت السيطرة الأمريكية ومن ثم السيطرة الإسرائيلية، ويهدف هذا البحث إلى التعرف على أسباب تلك الأزمة وأحداثها وموقف الولايات المتحدة منها .