لا يستطيع أي طالب له أن يصل إلى بغيته في علم الحديث ما لم يكن له حظ موفور من علوم العربية، وعلى رأسها علمُ النحو؛ وآثرت أن يكون موضوع بحثي متصلاً بالسنة النبوية، وبعلم النحو أيضا، فكان هذا البحث وقدْ دفعَني لاختِيار هذا المَوضوع عِدَّةُ أسْبَابٍ مِنْها تأكيد الإمام الطيبي على صدق الاستشهاد بالحديث النبوي في إثبات قواعد اللغة، أنَّ كتاب: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ظلَّ متواريا عن العيان، ومطويا في خزائن الكتب، لم يقدر له أن يرى النور منذ أكثر من ستمائة وسبعين عاما تقريبا، وكثيرا ما وقعت عيناي -ثناء قراءتي لهذا الشرح-على قضايا نحوية وصرفية تنم عن نحويّ ضليع؛ فحفزني ذلك إلى إبرازه، ولا يتسنى لي ذلك إلا من خلال دراسة مباحث الجملة؛ فإنها مدار الدراسة النحوية، وابتدأت ذلك الطريق بالجملة الاسمية المجرَّدة، وخرج البحث بجملة من النتائج. منها: يُعدَّ المبرِّدُ أوَّل مَن استعمل مصطلح الجملة مِن الرَّعيل الأوَّل بالمفهوم الذي شاع فيما بعد، أجاز الطيبي في شرحه على المشكاة الاحتجاج بالحديث النبوي في إثبات قواعد اللغة، تنوعت الظواهر التركيبية في الجملة الاسمية المجرَّدة عند الإمام الطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح حتى وصلت (9) تسع ظواهر، تمثَّلت في (99) تسعة وتسعين شاهدًا، لم يكن للإمام الطيبي منهج ثابت في تناول الظواهر التركيبية في الجملة الاسمية المجرَّدة؛ فقد تنوعت طرقه وتمثلت في ثلاث صور شملت الظواهر كلها.