يهدف البحث إلى تسليط الضوء على ظاهرة المفارقة، وانعكاساتها في شعر (محمد الأسمر)، باعتبارها ظاهرة لافتة في شعره، فضلا عن أنها تُعدّ آلية جديدة من آليات تحليل النص الأدبي، والكشف عن جمالياته بعيدا عن الآليات التحليلية النقدية القديمة، وقد عَوَّلْتُ في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي الذي يعني بالكشف عن طرق الصياغة، وآثارها في تصوير المعاني، ومن أبرز النتائج التي تم التوصل إليها أن المفارقة في شعر الأسمر كشفت عن مدى تفاعله مع الواقع بكل ما يكتنفه من خوف، وقلق، واضطراب، وضيق، وحيرة، ويأس، فأبدع الشاعر في تصوير صراعه مع هذا الواقع المتناقض، بالتمرد عليه تارة، والاستسلام له تارة أخرى، موظفًا عدة أساليب أبرزت ملامح هذا الصراع بصورة واضحة، منها: الاستفهام المجازي خاصة الإنكاري التوبيخي والتعجبي، وكثرة استخدام الجمل الفعلية بنوعيها (الماضية، والمضارعة)، كما وظَّف الشاعر الطباق والمقابلة في تشكيل جُلِّ مفارقاته، ولا سيما المفارقات السياقية؛ لوضع المتلقي في بؤرة الصراع والجذب بين الضدين؛ ليدرك حجم التناقض الماثل في الواقع.