يهدف هذا البحث إلى جمع نصوص كتاب خلق الإنسان لأبي القاسم العصافي المفقود، وتوثيقها ودراستها؛ وذلك لاعتقادي أن كتبَ الترّاثِ اللُّغويّ التي لم نهتدِ إلى مخطوطاتها تُعَدُّ كنوزًا لغويّةً مفقودةً؛ لذا فإنَّ جمعَ النُّصوصَ المتناثرةَ لأيٍّ منها هو كوضع اليد على جزء من هذا الكنز المفقود، وتعد دراسة الكتب المفقودة من الدراسات المهمة لكونها تعرف القارئ على محتوياتها من جانب، و تشكل رافدا للمكتبة العربية بمصادر جديدة من جانب آخر، رغم ضياعها لكن ظلت نصوصها محفوظة بين طيات الكتب الأخرى التي استقت منها، و ساعدت كثيرًا في الكشف عنها ، والكتاب الذي نستخرجه اليوم – أول مرة – من تلك الكتب المهمة  في مجال  خلق الإنسان ،نهض بتصنيفه أبو القاسم عمر بن محمد بن الهيثم العصافي- أحد علماء القرن الرابع- متخذًا منهجًا خاصًّا بإيراده ما تعلق بخلق الإنسان، وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج، لعل من أهمها إن أبرز ما يميز هذا النوع من التأليف، هو عناية مؤلفي هذه الكتب بالوصف التشريحي لجسم الإنسان من الداخل والخارج على السواء مع الإشارة إلى وظائف هذه الأعضاء، وأدق خصائصها، وعيوبها، وأمراضها، وطرق مداواتها، يمتاز أسلوب العصافي بالسلاسة والوضوح مع جمعه بين الإيجاز والمساواة في تفسير الألفاظ، تعددت  طرق شرح المعنى اللغوي وتفسيره عند العصافي، انفرد العصافي بذكر بعص الألفاظ وتفسيرها، انفراد السيوطي بنقل هذه النصوص عن العصافي؛ على الرغم من طول الفترة الزمنية بين المؤلف (العصافي)، وناقل هذه النصوص(السيوطي).