أولت الدراسات الأكاديمية الحديثة عناية خاصة بـموضوع الاتصال، وشرحت أهميته في تلقي الخطابات الأدبية، ولقد لاحظ النقاد تباين في توظيف تقنيات كتابة خاصة من أجل تحقيق الاتصال الجيد للنصوص الأدبية على مر العصور، وهناك عدة مصادر للأديب في ضوئها ينتج خطابه الأدبي، فمنها الدينية والبلاغية والفلسفية والاجتماعية ...الخ ، وسنحاول الوقوف عند أشكال الاتصال في الثقافة العربية القديمة، وسنتعرض لأبرز المعالم التي شكلت الخطاب الأدبي الموجه للتواصل، ونذكر  مقوماته الأساسية، وتجدر الإشارة إلى تطور التنظير في موضوع الاتصال الأدبي عند العرب، وكان هناك تقارب بين ماطرحه العلماء العرب في هذا المجال مع ماتوصلت إليه النظريات اللسانية الحديثة ، وهدفنا هو التأكيد على النتائج الهامة التي توصل لها العرب في مجال التنظير  البلاغي لموضوع الاتصال ، وتوصلت إلى وجود علاقة بين القراءة والاتصال  وكانت القراءة البلاغية أهم عامل مؤثر في جودة الاتصال، واتضح لنا بأن فعالية الاتصال مرتبطة باستراتيجية منظمة راعت كل شروط الاتصال، ومنها ضرورة مراعاة منتج الخطاب للمنظومة الفكرية والثقافية للمستقبل.