غاية البحث المنشودة هي الوقوف على سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) العطرة، ومعاملته الحسنة، وأفعاله الطيبة، وتصرفاته السديدة، وإيمانياته العميقة، وفصاحته البليغة، وذلك من خلال من خلال شعر جمال الدين الصرصري، فقد تميز عن شعراء عصره بسمات خاصة في مديحه النبوي؛ كما ينشد البحث معرفة منهج الشاعر في مدحه النبي (صلى الله عليه وسلم) ومظاهر التجديد والحداثة في شعره من حيث الشكل والمضمون، والحديث عن مدى ثقافته العلمية، وثراء موهبته الشعرية، ومجالاته الأدبية، وقد اتبعت في هذه الدراسة المنهج التحليلي الفني، وقد توصل البحث لعدة نتائج من أهمها: أن الشاعر وضع بين يدي القارئ أو المستمع شخص رسول الله، وكانه تحت المجهر اللغوي، فبدا في أروع صورة، وأعظم نموذج عرفته البشرية من لدن آدم إلى قيام الساعة، حيث تكاملت صفاته الخُلقية، وجملت سماته الخَلقية،؛ كما استعرض الشاعر جوانب سيرته العطرة مفصلة، ومعجزاته الخالدة واضحة مبينة؛ مما ينبئ عن ثقافته الدينية الرحبة، وخبراته الفنية في توظيفها في شعره؛ كما دلت أشعاره في المدائح النبوية على أن إعجابه، وحبه، وحنينه الدائم للأنس بالقرب من رسول الله نال الجزء الأكبر من موضوعات قصائده، أما عن الجانب الفني فقد هيمنت على الشاعر العاطفة الدينية، حيث تدفقت المعاني وترقرقت طوال القصائد، معتمدا على الموسيقا الخارجية الرنانة، والنغمة الداخلية العذبة؛ إظهارا للقيم الفكرية والنفسية التي يستشعرها، وتسري في وجدانه.