يعد الفخر أحد أهم أغراض الشعر العربي، التي صال الشعراء في ميدانها وجالوا، حيث يعتد الشاعر بخلال نفسه وقومه، من شجاعة وقوة وفصاحة وكرم وشهامة وقهر للأعداء وغيرها، بما يتوافق مع عزة العربي وأنفته، لقد عاش ابن المقرب حياة لا قرار فيها ولا استقرار، حيث خرج من بلده طريدًا بعد الاستيلاء على ماله وضياعه وحرمانه من إمارته وهو الأمير ابن الأمير، فملأ الحزن جوانب نفسه، وسيطر القلق عليه، ومن ثم جرى الشعر على لسانه كاشفًا عن قيمته ومكانته، وقدرته على مواجهة الخطوب والخصوم، والتغلب على العقبات والصعوبات، فحاولت من خلال هذا البحث كشف تلك الظاهرة في شعره، والوقوف معها مستنطقًا النصوص بما يكشف عن بروز تلك الظاهرة وأسرارها الجمالية والفنية، وقد اعتمدت في تفسير النصوص على آليتي الوصف والتحليل، عن طريق وصف الظاهرة ثم تحليلها، بما يميط اللثام عن جمالياتها من حيث المحتوى والفن، كما أفدت من المنهج النفسي في تفسير بعض الظواهر، وأخيرًا فلا يسعني إلا أن أقر بأن هذا العمل عبارة عن محاولة بحثية يسيرة، ولا أدعي أنه قد غطى كل ما يتعلق بموضوع البحث، كونه عملًا بشريًا يشوبه التقصير ويعتريه النقص مهما حاول صاحبه الإتقان والضبط، لكن أتمنى أن يكون قد أسهم ولو بقدر بسيط في فتح الباب أمام دراسات أخرى أكثر عمقًا وإلمامًا بهذا الموضوع.