إن الدراسة الصوتية تمثل حجر الأساس لأي دراسة لغوية؛ لأنه يُعْتَمد عليها فلا غِنى عنها وقد فطن إلى هذا علماؤنا الأوائل من أمثال الخليل وسيبويه وابن جني وابن سينا وغيرهم ممن لهم الفضل فيما وصلت إليه الدراسات الصوتية اليوم، وانطلاقا من أهمية الدراسة الصوتية في الأداء السليم الفصيح للغة بصفة عامة، وفي القرآن الكريم بصفة خاصة؛ فقد اخترت أن أدرس بعضا من ظواهرها، وأستخلصها من خلال كتاب "جواهر القرآن ونتائج الصنعة للباقولي" -حيث حوى كثيرا من القراءات القرآنية-، هذا وقد كان منهجي في البحث هو المنهج الوصفي حيث قمتُ بجمع المادة اللغوية من هذا الكتاب، وكنتُ أراعي البدء في كل ظاهرة بكلام الباقولي، ثم أُتْبِع ذلك بالتعليق توثيقا أو تفصيلا
أو مناقشة، وقد صنَّفْتُ هذه الدراسة: من خلال تمهيد وأربعة مباحث، أما عن التمهيد فقد عرَّفت بالباقولي وبكتابه" جواهر القرآن"، وأما عن المباحث الأربعة: فقد انتظم المبحث الأول: الإبدال في الأصوات، وفي المبحث الثاني: تناولت ظاهرة الفتح والإمالة، وفي المبحث الثالث: الإتْباع الحركي، وقد جاء المبحث الرابع بعنوان: الفك والإدغام، هذا وقد قمت بجمع المادة اللغوية من خلال هذا السّفر القيّم، ثم قمت بدراستها بعد تصنيفها دراسة وصفية؛ لكونها هي الأنسب لمثل هذه الموضوعات.