يهدف هذا البحث إلى بيان أن أهداف تعلم علم النحو العربي لها بُعدان؛ بُعد يفيد على مستوى الاستعمال اللغوي، ويندرج تحت هذا البعد هدفان يسعى دارس علم النحو إلى تحقيقهما في نفسه؛ أولهما: عدم اللحن تحدثا وكتابة، وثانيهما: فهم المعاني على نحو دقيق، والبُعد الثاني يفيد على مستوى التكوين، وفيه يحقق الدارس هدفا مهما هو البناء العقلي، وقد بينت هذه الأهداف جميعها، ثم فصلت القول في الهدف الأخير؛ لكونه مغفولا عنه في تعليم النحو العربي وتعلمه، فبينت مظهره المنهجي في بنية النحو ذاتها، ثم بينت مظاهره في معالجات النحاة، وكشفت كذلك عن العلاقة بين صعوبة النحو العربي وغياب هذا الهدف في تعليم النحو وتعلمه، وقد اعتمدت في هذا البحث عددا من الإجراءات شكلت منهج البحث؛ بدأتها بجمع المادة العلمية الخاصة بموضوع البحث واستقرائها من المصادر والمراجع، ثم أعملت فيها آلية التحليل للوصول إلى نتائج جزئية، ثم جرَّدت المادة المحلَّلة وصنفتها في أنساق تشكل الهيكل العام للبحث، ثم سعيت إلى تقييم الآراء والمعالجات المرصودة والمحللة هادفا للوصول إلى نتائج كلية حاكمة للبحث، ووصلت من خلال البحث إلى أن أهداف تعلم النحو العربي يجب ألا تنحصر في الهدف الاستعمالي فحسب، وإنما لابد من التنبه إلى الهدف التكويني المهم وهو البناء العقلي؛ لأن النحو يسهم في أن يتمكّن دارسه من التكلم على نحو صحيح، ويسهم أيضا في بناء عقله وتربية، وأوصي بأن تكون هناك دراسة موسعة يكون عملها تتبعَ هدف البناء العقلي واستقصاء مظاهره وآليات تحققه ومدى حضوره في كتب النحو العربي على اختلاف أنماطها ومنازعها ومناهجها.