يأتي هذا البحث كحلقة وصل بين الأصالة والمعاصرة؛ يلقي الضوء على أصول المنهج البلاغي ويصحح مساره عبر دراسة تطبيقية على واحد من نماذج شعرنا المعاصر المتمثل في ديوان (هنا بغداد) للشاعر (كريم العراقي)، وتستحضر لفظة البديع في تراثنا البلاغي والنقدي كل حسن طريف استساغته الأذن واستحسنه العقل من ألوان البلاغة مما له صدى في النص يكسبه صفة الطرافة والجدة، ويبعده عن التكلف والصنعة، وهو ما سار على نهجه البحث، فكشف عن شاعر مبدع تجلّى بديعه في صوره وتضاده وإيقاعه، ويتجلى البديع عند العراقي في حسن توظيفه لألفاظه وسبكها خلقًا جديدًا محملاً بالدلالات العميقة، منسجمة مع حالته النفسية، يخلص إلى المعنى الدقيق بألفاظ دقيقة، وقد جاءت محاور هذا البحث مرتبطة بمضامينه، فتتبع مفهوم البديع في التنظير البلاغي، ومنه إلى الدراسة التطبيقية. وقد تشكل في مقدمة وتمهيد وثلاثة محاور وخاتمة، بيانها كالتالي: التمهيد: تناول الجانب النظري في مسألتين: عالجت الأولى مصطلح البديع وتطور مفهومه، بينما تناولت الثانية شذرات من سيرة الشاعر كريم العراقي، المحور الأول: بديع الصورة. عالج ثلاثة مسائل، تناولت الأولى: بديع التشيه، بينما تناولت الثانية بديع الاستعارة، في حين تناولت الثالثة بديع الكناية، المحور الثاني: بديع الطباق في شعر العراقي. عالج مسألتين، تناولت الأولى بديع الطباق، بينما تناولت الثانية بديع المقابلة، المحور الثالث: بديع الجناس، الخاتمة: وفيها نتائج البحث.