يقوم هذا البحث على دراسة الذات الواصفة في رواية الوارفة للروائيَّة أُميمة الخميس، تلك الرواية التي تعدُّ واحدة من أنضج التجارب الروائيَّة في الرواية السعوديَّة، وتهدف الدِّراسَة إلى معالجة الوصف، والكشف عن أبرز التقنيات السرديَّة المحقِّقة للوصف فيها، وذلك بالاستنارة أساسًا بمكتسبات السرديَّات الحديثة، ممثلةً في أعمال "جونات"، و"رينيه ريفارا"، و"ألان راباتال"، وهي سرديَّات اهتمَّت- من زاوية اللسانيّات- بدراسـة أشكال القَصص التخييليِّ، ومنها الوصف والموصوف، وهي أهمُّ مقوِّمات الخطاب القصصيِّ، وقد قام البحث على مقدِّمة، تلاها تمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة. تضمن التمهيد تحديد مفهوم الوصف، ونشأته، وعلاقته بالسرد. وجاء المبحث الأول لدراسة الذات الواصفة في رواية "الوارفة"، ويمثلها: الراوي والشخصيَّة. وخُصِّص المبحث الثاني لدارسة أنماط الوصف الثلاثة، وهي: الوصف عن طريق القول، والوصف عن طريق الفعل، والوصف عن طريق الرؤية. وأما المبحث الثالث، فخُصِّص للحديث عن توظيف الذات الواصفة للوصف. وقد اشتمل على أربع وظائف، هي: الوظيفة الاخباريَّة التعليميَّة، ووظيفة الإيهام بالواقع، والوظيفة التبئيريَّة، والوظيفة التعبيريَّة. وأخيرًا جاءت الخاتمة لتعرض ما توصَّلت إليه الدِّراسَة من نتائج، وقد اعتمد هذا البحث الدِّراسَة التحليليَّة للنصِّ الوصفيِّ في رواية "الوارفة"؛ للكشف عن القيم الجماليَّة والفنيَّة، وبيان الدلالات التي تمخَّضت عنها، وإبراز أهم وظائف الوصف الذي نهضت بها الذات الواصفة، ويُوصي البحث بضرورة الاستمرار في دراسة الروايات السعوديَّة، وفق المقولات النظريَّة السرديَّة الحديثة؛ للكشف عمَّا فيها من طرافة وابتكار، ومعرفة طرائق بنائها، والكشف عن أهمِّ الجوانب المتصلة بالخطاب القصصيِّ.