يهدف البحث إلى دراسة شخصية البطل في رواية "البيضاء" ليوسف إدريس دراسة لها عناصرها التي تُسهم في تشكيل البنية السردية والدلالية في العمل الروائي، وتُساعد في تحديد شخصية البطل، من خلال تصوير أبعاده الجسدية والنفسية والاجتماعية، فضلًا عن أحاسيسه ومشاعره؛ تعبيرًا عن آرائه الفكرية، وميوله الشخصية تجاه مواقف الحياة، وإسقاط كل هذه التصورات على الواقع المعيش بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ثَمَّ اقتضت طبيعة الدراسة اتباع المنهج (البنيوي) إضافة إلى المناهج الأخرى كالمنهج الوصفي والنفسي والتي تساعدنا في الولوج إلى أعماق الشخصية وتحليلها... ولهذا جاءت الدراسة موزعة على خمسة مباحث تدور في مجملها حول شخصية البطل -الراوي والعاشق- وبنائها الداخلي والخارجي وصولًا إلى أثر اللغة في بناء الشخصية، وأفضت الدراسة في النهاية إلى أن شخصية البطل "يحيى مصطفي طه" في رواية "البيضاء" شخصية متناقضة فكريًّا، مضطربة نفسيًا، غير مستقرة اجتماعيًا؛ بسبب الظروف المحيطة به، إذ أن الرواية تتناول قضية يمر بها الشرق في رغبته الدائمة في التغلب على الغرب، ذلكم المستعمر المتسبب في عذاب الشرقيين، كما أفادت الدراسة أن شخصية البطل تشبه شخصية المؤلف إلى حدٍّ كبير، حيث قدم "يوسف إدريس" بطله في هيئة شاب يتعرف على فتاتين من الغرب، وحسب قوله: إن البطل يسأل نفسه كما يحدث دائمًا عند لقاء الرجل بالمرأة في أي عمر وأي ظروف، ويتساءل الطرفان نفس السؤال "هل يمكن أن يقبلني؟"، فـ"البيضاء" إذن هي قصة حب في النهاية يمكن أن يحسها المتلقي، وإن تضافرت فيها مشاعر الحب مع العمل السياسي أو الأدبي أو أي نوع من الأعمال. وقد زخرت لغة البطل بالطاقات الإبداعية المشحونة بالعواطف والأحاسيس التي ناسبت كل حدث من أحداث الرواية.