يلقى البحث الضوء على دراسة مقدمات دواوين الشعراء فى العصر الحديث، لا سيما أنه قد قام بهذا العمل التقديمى أدباء كبار لهم باع طويل فى الدراسات الأدبية والنقدية؛ ومن ثم فمقدمات الدواوين من الأهمية بمكان، سواء أكانت صادرة عن أصحاب الدواوين أنفسهم أم صادرة عن غيرهم، فهي قراءة تمهيدية موازية لما فى الديوان من نصوص إبداعية، وعتبة من عتباته التى توضح معالم الطريق أمام القارئ، وتفتح أفاقاً أوسع للدارسين حينما يقرؤون النص مرة ثانية في رحاب مبدعه وناقده، وديوان إسماعيل صبري من بين الدواوين فى العصر الحديث قد حاز إعجاب النقاد والدارسين، فقدم له ستة من الأدباء الكبار، حيث قد أدلى كل واحد منهم بدلوه تجاه الديوان وصاحبه، ساردين لمسيرة (صبري ) الأدبية والإنسانية، ومنظرين لأهم المضامين الموضوعية والفنية فى ديوانه، وقد اتبعت فى سبيل ذلك المنهج التحليلي لمرونته بالسماح فى المواءمة بين الرؤى والأفكار، وقد خلص الباحث إلى بيان أهمية العمل التقديمى وأنه إبداع لا يقل أهمية عما ورد فى الديوان من إبداع، ولخطورة هذا العمل فإنه يحتاج إلى معايشة للديوان، كما يحتاج إل روية وتؤده فى إصدار الأحكام؛ لأن الدارسين يضعونها نصب أعينهم عند العودة مرة أخرى لدراسته، كما يؤكد الباحث على أنه يجب أن تكون ثمة منهجية علمية يسير عليه المقدمون حتى يجئ هذا العمل بعيدا عن الجزافية، والبعد عن السطحية فى عرض الرؤى والأفكار.