جاء موضوع الدراسة متناولًا أولاد الداية ودورهم السياسي والإداري والديني في حلب (541- 592هـ/ 1146- 1195م)، ويقصد بهم أولاد داية السلطان نور الدين محمود(541-569هـ/1146- 1173م)، وهم خمسة إخوة، أكبرهم مجد الدين أبو بكر رضيع نور الدين محمود، وله أربعة إخوة أخرون، وهم شمس الدين علي ، وبدر الدين حسن ، وسابق الدين عثمان ، ولهم أخ  أخر يسمى بهاء الدين عمر؛ لكنه لم يكن له شأن يذكر مثل إخوته، وقد بزغ نجمهم  بالتزامن مع ارتقاء نور الدين محمود عرش الدولة النورية (541- 579هـ/1146-1183م)، حيث تبوأوا عديد من المناصب العليا والمهام القيادية في حلب، وكان آخر من بقي منهم سابق الدين عثمان الذي توفي سنة 592هـ/ 1195م، وقد تناولت محاور الدراسة الحديث عن  التعريف بأولاد الداية وبداية ظهورهم على مسرح الأحداث السياسية في حلب، ودورهم السياسي واسهاماتهم الإدراية والدينية في عهد نور الدين محمود، ثم تناولت  الوضع السياسي لهم إبان وفاة نور الدين محمود سنة 569هـ/1173م، والصراعات التي وقعت بينهم وبين أقطاب السلطة في حلب ودمشق، وتناولت أيضًا نكبة أولاد الداية سنة570هـ/1174م ثم عودهم للمشهد السياسي سنة 572هـ/1176م بشفاعة صلاح الدين الأيوبي (567-589هـ/ 1171-1193م) ، كما تناولت مكانة أولاد الداية في حلب من خلال أقوال الشعراء، وقد جاءت الدراسة مؤكدة على أن أولاد الداية رغم ما كان يربطهم بنور الدين محمود من صلات قرابة إلا أن ذلك لم يكن المقياس لتوليهم المناصب والمهام، وإنما امتلكوا المقومات والكفاءات السياسية والمهارات الإدارية والقدرات العسكرية التي أهلتهم لتولي المناصب العليا، وقيادة الجيوش، وإدارة الأزمات وإيجاد الحلول.