يهدف البحث إلى دراسة منهج ابن الوردي دراسة تحليلية، ونقدية من خلال الوقوف على طريقته في شرحه، ومسلكه في التناول، والسمات الخاصة بمنهجه، كما يهدف إلى بيان مصادره التي اعتمد عليها وأفاد منها في شرحه من الكتب والعلماء، وكذلك الأصول النحوية التي اعتمد عليها في شرحه من السماع والقياس والإجماع وغيرها، كما يهدف أيضًا إلى الوقوف على بعض الهنات التي وقع فيها ابن الوردي في شرحه، وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وذيلته بخاتمة فيها أهم النتائج التي توصلت إليها، ومن أهمها: أثبتت الدراسةُ قيمةَ كتاب (شرح التحفة الوردية)، حيث إنّ ابن الوردي لَمْ يكن ناقلًا لأقوالِ العلماء ونصوصِهم فقط، بَلْ جعل من نفسه حكمًا على مذاهبهم وأقوالهم ممّا رفع من قيمةِ هذا الكتاب. جاءت أبواب كتاب شرح التحفة مترابطة بعضها ببعض، بحيث لا يمكن فصل باب عن نظائره، أو تقديم باب على آخر. قام شرحه لتحفته على قواعدَ عامّة تعد أساسية لأصول النحو كالسماع، والقياس، وغيرهما. اعتمد في شرحه على العلةِ كثيرًا، فكان يعلل لاختياراته، وأقواله. كان شديدَ الميل للمذهب البصري، فاستخدم مصطلحات المدرسة البصرية كالجر والتمييز والبدل، كما أنَّه أيَّد إمامَ النّحويين سِيبَويهِ وجمهور البصريين في كثيرٍ من المسائل.