كتاب معالم الكتابة ومغانم الإصابة لابن شيث لبنة في الصرح اللغوي،  فهو كتاب في فن الكتابة،  أو علم الإنشاء،  وقد أفرد ابن شيث فيه بابا للحديث عن التصويب اللغوي بعنوان: فيما لابد للكاتب من النظر فيه والتحرز منه وكثيرا ما يسقط فيه كثير من الكتاب،  والنقد اللغوي من الجوانب الخصبة في ميدان الدرس اللغوي،  فهو لايزال يحتاج إلي كثير من جهود الدارسين لأنه يتعلق بسلامة اللغة وتنقيتها مما يشوبها في الاستعمال،  وهذا ما دفعنى إلى اختيار هذا الكتاب موضوعا للدراسة،  بالإضافة إلى أن ابن شيث قاض مصري نشأ في فترة شاع فيها اللحن،  وهو عصر الدولة الأيوبية،  فأردت أن أميط اللثام عن جهد هذا العالم المصري،  يضاف إليه الحاجة الملحة إلى دراسة موضوع النقد اللغوي،  ووضع ضوابط له،  ومعرفة معاييره،  وقد اقتصرت على النقد في الجانب الصوتي والدلالي؛ لوفرة الأمثلة فيهما،  فأكثر الأمثلة جاءت في المستوى الصوتي،  يليه المستوى الدلالي،  أما المستوى الصرفي والتركيبي فأمثلتهما قليلة،  وقد قمت بتوزيع هذه الأمثلة النقدية على المستويين( الصوتي والدلالي)،  ثم دراستها فى مباحثها الخاصة بها داخل كل مستوى،  ولقد سبقت دراستي هذه دراسات وبحوث متنوعة في مجال النقد اللغوي،  لعل من أهمها :النقد اللغوي دراسة تقويمية للكتور/عبد الفتاح سليم،  والنقد اللغوي بين أبي عبيد وابن قتيبة للدكتور/ حلمي أبي الحسن،  والنقد اللغوي في تهذيب اللغة للأزهري،  مخطوط للماجستير للباحث/ حمدي بدران،  والنقد اللغوي في تراث أبي عبيد البكري،  مخطوط للدكتوراه بإشرافناـ للباحث/مصطفى محمد عطية،  وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في مقدمة،  وتمهيد،  ومبحثان،  وخاتمة ،  وفهارس،  وقد سلكت في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ،  وأيضا بعض المناهج الأخرى.