يُعدُّ الاتساقُ المعجمي من أهم قضايا نحو النص؛ إذ يُسهِم –بشكلٍ كبيرٍ- في تماسك النصوص وانسجامها، بوصفه الشرط َالأساسَ للفصل بين كون كلامٍ معيَّن نصًّا أو لا نص. ومن ثَمَّ كانت هذه التجربة البحثية التي جعلت عنوانها: " أثر الاتساق المعجمي في تماسك النص القرآني (مقاربة نصية تطبيقية في ضوء سورة التكوير)"؛ وذلك لإبراز دور الظواهر المعجمية في خلق الربط بين السابق واللاحق من الآيات القرآنية، وإظهار أهميتها في ضمان استمرارية الأفكار والأحداث فيها. وقد وقع الاختيار رأسًا على سورة التكوير لأمرين، أولهما: أنني لم أقف –على حدِّ اطِّلاعي المحدود- على دراسة اختصت الاتساق المعجمي في السورة بالبحث والتحليل. ثانيهما: أن السورة مبنية على تصوير مجموعة من المشاهد التي تصاحب يوم القيامة، وتظهر أهوال الساعة، كما أقامت الدلائل على صدق القرآن الكريم وأنه من عند الله لرسوله الأمين، فهي بحقٍّ تُعدُّ حقلًا خصبًا لظواهر الاتساق المعجمي. وقد انطلقت هذه الدراسة من إشكاليةٍ جوهريةٍ تتمثَّل في شِقَّيْن، الأول نظري، وهو: ما هو مفهوم الاتساق المعجمي؟ وما هي آلياته؟ الثاني تطبيقي، وهو: كيف تتجلى أدوات الاتساق المعجمي في سورة التكوير؟ وأثرها في تعانق وحدات النص؟ ولكي تأتي الدراسة منسجمةً مع هدف البحث؛ فقد انتهج البحث منهجًا وصفيًّا وظيفيًّا تحليليًّا في ضوء معطيات اللسانيات النصية، وكان مقسَّمًا إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، الأول يحمل عنوان: التكرار، والثاني: المصاحبة اللفظية (التضام)، وخاتمة، وفيها بسطٌ لأهم ما توصَّلت إليه الدراسة، ثم فهرس للمصادر والمراجع، وآخر للموضوعات.