يُعَدُّ الوقف من الظواهر الصوتية الأدائية التي تتعلق بالنطق ،وتصاحب الخطاب المنطوق على وجه الخصوص، وقد شاع اطلاقه على هذه الظاهرة مرتبطًا بقراءة القرآن الكريم، وهو من الظواهر ذات الشأن في توجيه المعنى على مستوى التركيب، وله أثرٌ كبيرٌ وواضحٌ في فهم مراد الخطاب الإلهي، وهو من الموضوعات المهمة التي شغلت القدماء والمحدثين على حد سواء؛ وذلك لإدراكهم أثره على عملية التواصل اللغوي، تلك العملية التي تعتمد بالدرجة الأولى على السياق اللغوي المنطوق المؤدى بأصوات.   ويهدف هذا البحث إلى جمع القراءات الشاذة التي يختلف ويتنوع فيها حكم الوقف والابتداء، بغية دراستها، وبيان أثرها الدلالي، ومن أهم نتائجه، ما يلي:- -إن علم الوقف والابتداء نشأ غضًّا طريًّا مع نزول القرآن، فكان النبي(e)يتفقده ويلقنه أصحابه؛   امتثالًا لقوله تعالى:﴿ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾، واستمر السلف الصالح يتناقلون مسائله مشافهة إلى أن جاء عصر التدوين، فبدأ العلماء بالتأليف فيه، يرسمون قواعده، ويجمعون شتاته، وتوالت فيه التصانيف. -يتفق الوقف والسكت في نية استئناف القراءة ،وفي وجود زمن، لكن زمن السكت أقل من زمن الوقف، ويختلفان في عملية التنفس، فالوقف يتنفس فيه القارئ، بخلاف السكت. أما القطع فتنصرف فيه النية عن مواصلة القراءة ،فهو كالانتهاء على عكس الوقف والسكت. -بين الوقف والسكت فرق في الزمن والطريقة وأداء المعنى، فالسكت يصحبه تنغيم معين، وزمنه أقل من زمن الوقف، ولا تنفس فيه؛ لأنه لا يدل على تمام المعنى، كما أن حركة الإعراب باقية معه، أما الوقف فهو يدل على كمال المعنى، وفيه كسر للإعراب بإحلال السكون محل الحركة. -ينقسم الوقف باعتبار حال القارئ إلي: اختباري، وانتظاري، واضطراري، واختياري، وهذا الأخير ينقسم إلى: تام، وكاف، وحسن، وقبيح، وهذا التقسيم قائم على مدى الارتباط اللفظي والمعنوي بين المتأخر والمتقدم. -اختلف أئمة الأداء في أسماء مراتب الوقف، فمنهم من جعلها قسمين فقط، ومنهم من زاد على ذلك وأطنب، ولكل منهم مصطلح ولا مشاحة في الاصطلاح. - يتمثل أثر القراءات الشاذة في الوقف والابتداء في تغيير حكم الوقف بين التام والكافي والحسن والجائز والقبيح ،وفي بعص المواضع قد يلغي وقفًا
أو ينشئ وقفًا جديدًا فيترتب عليه حكمٌ جديدٌ.