تُعدُّ رواية "النبيذة" رواية واقعية، وتحمل الرواية رموزاً وتشبيهات تعبر عن الأحداث الدرامية، والتحولات والمغامرات. وتقوم الرواية على تقنية استرجاع ذكريات الماضي في بلدان الشتات البعيدة، بفعل تذكر أحداث مر عليها ثمانية عقود من تاريخ العراق المعاصر، مليئة بالأحداث والتداعيات التي شكلت وجدان المجتمع العراقي، المتأجج بالقضايا الاجتماعية.    والرواية تحمل رموزاً وتشبيهات تعبر عن استخدام سلاح السخرية، المنبثق من الذاكرة.       فتشير الروائية إلى فساد اجتماعي، وتفاوت طبقي – وفقدان للهوية الشرقية، التي عبثت بها أصابع الغرب المتحرر. فتحقق الروائية التوازن بين الواقع والخيال بنمط سردي يدفع المتلقي لأن يدرك معنى استدعاء الأوصاف التهكمية، والكلمات الفرنسية وألفاظ اللهجة المحلية العراقية، إضافة إلى استدعاء الأمثال والأغاني. وعليه فقد جاءت الرواية عملاً أدبياً راصداً لكافة النقاط التي أشارت إلى
النبذ، والتنصل من أصحاب الفئات الفريدة، وقد قصدت الروائية من وراء ذلك تناول الصراع المادي والمعنوي، من أجل إظهار الضرر اللاحق بالإنسان المنبوذ عامة
–المرأة المنبوذة خاصة- شارحة فطرة الإنسان في العنف من أصحاب المشكلات الجسدية. والرواية تسلط الضوء على صراع المنبوذين، ونضالهم ضد المتنمرين، وربطهم بالواقع المصيري لهؤلاء الضحايا، وقد حرصت الكاتبة على استنطاق شعور المتلقي تجاه مفهوم النضال النفسي، الذي يكابده المنبوذ تجاه الصراع المجتمعي في الأحداث الروائية، وبذلك تكون الكاتبة قد خلدت وجهة نظرها في قضايا المنبوذين، وأثبتت أن جيوش الإنسانية لابد أن تنتصر في النهاية.وقد قصد الباحث إلى رصد المبارزة السردية بين الواقع والرمز في رواية "النبيذة"، فكل إشارة رمز بها إلى معاناة هذه الفئة من احتدامات طبقية، امتثلت أمام قضية واحدة، وهي قضية النبذ المجتمعي.