رواية "طوق الحمام" تدور حول عالم مدينة "مكة"، إذ تعبر خلالها الروائية "رجاء عالم" عن حبها وشغفها بكل ما يحيط بتلك المدينة العظيمة. واستطاعت الروائية أن تطرح قضايا التراث والمعاصرة، فعرضت قضية اختفاء الكثير من المباني القديمة في مكة، كما رسمت صورة للمظاهر العمرانية الحديثة، الأبراج، والمجمعات التجارية الضخمة، والتصميمات المعمارية الوافدة.         وتتميز الرواية بعنوانها الذي يحمل دلالات عديدة، كما يتناص مع التراث. وكذلك كثرة أسماء الحارات والأزقة، مما يعد تخليداً لمكة القديمة، وتوثيقاً لأحيائها العريقة. كما يحمل شارع (أبو الرؤوس) دوراً مهماً في حركة السرد. والكثير من السرد في الرواية على لسان "أبو الرؤوس"، ولا يكتفي، بل يشارك بقوة الراوي العليم في تأليف الرسائل الخاصة المتبادلة بين ساكنيه. "أبو الرؤوس"، شاهد وراوٍ، ليس فقط للسكان لتسجيل انطباعاتهم، وهو ينهل من الماضي ليسقي عطش الحاضر توقًا لمستقبل يليق بالمدينة العريقة. وينظر الراوي بعين حزينة تئن وجعًا على ما يصيب مدينته. وقد لجأت "رجاء عالم" إلى تقنية الرسائل "العادية والإلكترونية" لتطوير أحداث الرواية، والوقوف على آراء وطبائع شخصيتين من شخصيات الرواية، واحتلت تلك الرسائل جزءاً كبيراً جداً من الرواية، ويمكن اعتبارها أكثر الخطابات السردية حضوراً حتى إنها تضاهي حضور الراوي. لقد حاولت الروائية استخدام العجائبي، وأسلوب المذكرات، واللغة الرمزية والمشهدية والحبكة البوليسية. كما تلجأ الكاتبة إلى استخدام لغة اليوميات والرسائل، أو الوثيقة التاريخية التي تتحدث عن تاريخ مكة القديم. أو استخدام التصوير المشهدي، الذي يحمل في كل مقطع من الرواية عنوانًا محوريًا خاصًا به. وكذلك الانتقال بين أمكنة وأزمنة مختلفة تحاول الروائية أن تجعل القارئ ينتقل خلالها بين مستويات السرد وعوالمه المختلفة.