تسعى هذه الدراسة إلى الوقوف على تجليات الذات الشاعرة في شعر (صالح الشرنوبي)، الذي يُعد أَحَد أَشهر أعلام الشعر العربي الحديث في مصر، وهي دراسة تنطلق من فرضية مفادها أن أدب (الشرنوبي) هو إبداع متنوع أكثر مما اشتهر وعرف به أو شاع عنه في أذهان المتلقين، وأوساط الدارسين، فليس الشرنوبي هو شاعر الحب والشكوى فحسب، لذا نهض البحث لدراسة وفحص مختلف أحوال الشاعر، وتجلياتها في شعره من خلال الوقوف على أبرز أنماط تلك الذات، وأثرها في التشكيل الجمالي لديه. وقد اقتضت طبيعة هذه الدراسة؛ أن تتكون من مبحثين، يسبقهما مقدمة وتمهيد، وتتلوهما خاتمة تتضمن أهم ما توصل إليه البحث من نتائج، أما التمهيد: فكان عنوانه: صالح الشرنوبي والذات الشاعرة، وجاء في مطلبين، أولهما: الشاعر في سطور، وثانيهما: مفهوم الذات بين اللغة والاصطلاح، ثم يأتي المبحث الأول وعنوانه: (أنماط الذات الشاعرة)، نرصد فيه العديد من أنماط الذات الشاعرة التي برزت في شعر هذا الرجل، وجاء في ستة مطالب هي: الذات الشاكية الحزينة، والذات المحطمة البائسة، والذات المحبة، والذات المتعالية المتفردة، والذات المغتربة، والذات المتمردة ....، وغيرها من أنماط الذات التي أشرنا إليها داخل الدراسة. وأما المبحث الثاني، فجاء بعنوان: التشكيل الجمالي وعلاقته بالذات الشاعرة، وهو في ثلاثة مطالب هي: المعجم الشعري، والصورة الشعرية، والموسيقى. وكان من أهم نتائج هذا البحث ما يلي: -إن الذات الشاعرة عند (الشرنوبي) ذات متنوعة، شديدة الحساسية والتجاوب والمشاركة الوجدانية، وهو ما ألقى بظلاله على مكونات الخطاب الشعري لديه. - إن الذات الشاعرة عند (الشرنوبي) كان لها عظيم الأثر في التشكيل الفني لديه، بداية من تحليقه الواعي بين الحقول اللغوية المتنوعة، بما يتناسب مع تجاربه الشعرية المختلفة، مروراً بالصورة الشعرية وما يرتسم عليها من صبغات نفسية وأحوال شخصية، وصولاً إلى عنصر البناء الموسيقي لديه الذي تميز بالتجديد والتغيير الدائم الملائم لطبيعة الشاعر الشخصية.