صرخةٌ مدويةٌ أطلقتها حناجر شابة نادت بالحرية وأعلت لواء المساواة والديموقراطية، فانبجس ضياء شرارة التغيير في غير بقعةٍ من مجتمعاتنا العربية مؤذنًا ببداية عهدٍ جديدٍ، فكما أينعت ثمار (الربيع العربي)، وآتت أكلها، ووقف يرقب ذلك الفيض الثوري، والمد السياسي بمزيدٍ من الترقب، وانقسم ذلك الآخر بين فسطاطين، أحدهما مؤيد، والآخر عارض، وقد حمل ذلك النتاج الشعري إضاءات فكرية ووجودية لرؤية ذلك الآخر للحرية وفضاءات التعبير، وقد أناخ به في معظم الأحايين في فضاءات شتى من تقييم لوضعيته وقدراته، واستبان به جادته ومنهاجه، وقد شكَّل ديوان (سفر الشهداء) لحسن طلب صورةً حيً نابضةً لأحداث ثور يناير 2011م، اتسم الفضاء بالثلبات في معطياته وأنساقه، مهما تعددت أشكاله ومواقعه، وقد اتصف الشهداء جميعهم على اختلاف مشاربهم بالاتحاد في جملٍ من الخصائص المميز لهم ، وقد تباينت الآلات التي اتكأ عليها الثوار مع آلات ذلك الآخر التي أبرزت بدورها لجوئه للعنف والتطرف والوحشي، وسوف تعالج هذه الدراسة أبعاد صورة الشهيد، وفضاءاته، وأسباب انهزام ثورته .