عاش ابن الرومى فى أخريات العصر العباسى الأول، وقضى جُلَّ حياته فى ظلال العصر العباسى الثانى، ولم يحظَ قديمًا بما هو قمين به، بيد أن كثيرًا من المحدثين قد وضعوا شعره فى بؤرة اهتمامهم؛ لأنهم رأوا فيه مصدر إشعاع فنى خلاب، ومن الكتب التى احتفت بهذا الشاعر وشعره: ابن الرومى حياته من شعره: عباس محمود العقاد، وابن الرومى فنه ونفسيته من خلال شعره: إيليا سليم الحاوى، وعبقرية ابن الرومى شاعر العصر العباسى: د. على على صبح، والبناء الفنى للصورة الأدبية عند ابن الرومى: د. على على صبح، وابن الرومى فى الصورة والوجود: د. على شلق، وثمة كتب أخرى  وبحوث مدارها ابن الرومى وشعره، ولكننا لا نجد من بينها ما تم تكريسه لدراسة الذات والآخر، وهى الثنائية التى أراها من الأهمية بمكان، وكان ذلك حافزًا لى على تسليط الضوء على هذا الشأن، وتنبثق أهمية هذا البحث من الآتى:الإحاطة بتجليات الذات وصورها فى شعر ابن الرومى، تبيان أنماط الآخر ، واستكناه موقف الذات الشاعرة نحوه،        إماطة اللثام عن مستوى ابن الرومى وحجم شاعريته فى التعبير عن ذاته ، وإبراز موقفه حيال الآخر، ويتجلى فى هذا البحث التعويل على المنهج التكاملى الذى يتسنى من خلاله توظيف المنهج النفسى، والمنهج الوصفى، والمنهج التحليلى الفنى، والمنهج التاريخى؛ انبثاقًا من قناعتى بأن هذه التعددية المنهجية ذات مردود إيجابى على هذا البحث؛ لكونها آليات جد فعاَّلة.