يُعد الحسد من الأمراض والصفات القبيحة التي تعتري النفس وتؤثر في سلامة القلب، وتؤدي إلى انتشار الحقد والكراهية بين الأفراد والمجتمعات، وقد عُرف الحسد في العراق القديم منذ أقدم العصور، حيث تعددت المصطلحات السومرية والأكادية التي أطلقت على هذه الصفة والمرض الذميم، كما كان للحسد تأثير واضح في الفكر الديني والأدبي لدى العراقيين القدماء؛ لذا كثيرًا ما ذكروهُ في نصوصهم الدينية ومؤلفاتهم الأدبية؛ للتعبير عن استهجانهم وذمهم لهذا المرض القبيح، كذلك أشارت النصوص المسمارية إلى انتشار الحسد في الحياة الاجتماعية والحياة السياسية، بالإضافة إلى ما سبق؛ فقد عددت النصوص المسمارية تأثيرات الحسد والعين في شتى جوانب حياة البشر وممتلكاتهم، كذلك سجلت النصوص الكثير من الطرق والوسائل التي استخدمت في الوقاية من الحسد وعلاجه، وتتضمن هذه الدراسة مقدمة - وبها نبذة عن الموضوع- وعدد من المحاور الرئيسة، يتناول المحور الأول: الحسد في اللغة السومرية والأكادية، ويتناول الثاني: الحسد في االنصوص الدينية، أما الثالث؛ فيناقش: الحسد في المؤلفات الأدبية، ويتناول الرابع: الحسد في الحياة الاجتماعية، ويناقش الخامس: بعض مظاهر الحسد في الحياة السياسية، ويتناول السادس: تأثيرات الحسد، أما السابع؛ فيناقش: الوقاية من الحسد وعلاجه.