يهدف البحث إلى التأصيل لظاهرة الأفعال الكلامية على مستوى التنظير والتطبيق، من خلال الإجابة عن التساؤلات التي يفرضها البحث، وكذا السعي إلى إيجاد مقاربة بين التراث اللغوي والمناهج البحثية الحديثية، وأيضًا الشروع في بيان البعد التداولي الوظيفي على وجه العموم، وفي ظاهرة الأفعال الكلامية على وجه الخصوص، "فالتداولية هي المجال الذي يهتم بدراسة أفعال الكلام والاقتضاء والاستلزام التخاطبي، وذلك بالاشتراك مع مجالات فلسفة اللغة ومنطق الحجاج وتحليل الخطاب، ولقد أسهمت نظرية أفعال الكلام في تغيير نظرة اللسانين إلى الكلام، واعتبرت اللغة قوة فاعلة في الواقع ومؤثرة فيه، وبالنظر إلى البعد الديناميكي للغة ترى هذه النظرية أن لا حدود بين الكلام، وتعد هذه التظرية أهم نظرية في اللسانيات؛ حيث إنَّ دراسة هذه الأفعال وما يفعله المتكلمون باللغة من تأثير وتبليغ وإنجاز أفعال من أهم مجالات الدراسات التداولية على الإطلاق، وذلك بوصفها تمثل البنية الصغرى التي يتعين تحليلها والوقوف على طبيعتها قبل الانتقال إلى البنية الكبرى التي تتمثل في مختلف أنواع التبادل في مجتمع من المجتمعات، وأهم ما سأركز عليه إسقاط هذه الأفعال الكلامية على نص قرآني وقد اخترت سورة يونس؛ لكثرة أساليب الحوار فيها وتنوعها ما بين الأساليب الخبرية والأساليب الإنشائية بوصفها تمثِّل مجالاً ثريًّا يتناسب والدراسة التي سأجريها، معتمدًا على استقراء هذه الأفعال ووصفها وتحليلها، ثم إبراز مدى تأثيرها في الخطاب ودورها في عملية التواصل والإبلاغ. إنَّ غاية هذا البحث هي: استثمار نظرية أفعال الكلام في قراءة الموروث اللساني العربي، ومحاولة التأصيل لهذه النظرية في التراث اللغوي العربي، وقد اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي؛ لأنه الأنسب لهذه الدراسة العلمية؛ وما يتبع المنهج من تحليل وتقرير واستنباط.