كان الإمام الطاهر بن عاشور ممَّن عني بدلالة النصّ القرآنيّ في تفسيره، والمتأمل فيه يجد لمؤلفه عقلاً راجحاً، ورأياً صائباً، وسعة فكر، وحجةً قويةً، ولأهمية دور الجملة الاعتراضية في خدمة السياق وتعدّد دلالاتها في التراكيب اللغوية التي تنتظم فيها آثرت أن أسلِّطَ الضوءَ عليها في كتاب الله، فكان هذا البحث وقدْ دفعَني إلى اختِيار هذا المَوضوع عِدَّةُ أسْبَابٍ مِنْها: الرغبة الملحة في الإسهام في خدمة كتاب الله ولو بهذا الجهد المتواضع من خلال هذا البحث. وأهمية الجمل الاعتراضية والجانب الدلالي في استنباط معاني القرآن الكريم وفهمها. كما يُعدُّ الطاهر بن عاشور آخر المبدعين مِن المفسرين اللغويين الذين اعتنوا بدلالة النص القرآني، وبجملة الاعتراض في تفسيرهم لمعاني القرآن، فآثرت إبراز جهده في بيان الجملة الاعتراضية ودلالاتها في سورة آل عمران من خلال هذه الدراسة في تفسيره الذي لا تخفى قيمته. وإبراز مظهر من مظاهر الإبداع القرآني في استعمال اللغة وأساليبها. أيضًا بيان مدى موافقة الطاهر ابن عاشور أو مخالفته لمن سبقه من المفسرين الذين أخذ عنهم. مشكلة البحث: مِن المأمول أنْ يحاول البحث الإجابة عن التساؤلات التالية: ما اـلمــقصـود بـمـصطـلح الـجمـلـة الاعـتـراضـية؟ لماذا كانت البحث في تفسير التحرير والتنوير؟) مَـنْ أوَّلُ مَـنْ اسـتـخــدم مـصـطـلـح الاعـتـراض؟ ما الصور التي وردت عليها الجملة الاعتراضية في سورة آل عمران؟ ما منهج الطاهر ابن عاشور في تَعامله مع الجملة الاعتراضية في السورة الكريمة؟ هـل للقـراءات القـرآنية دور في توجـيه معنى الـجـملة الاعـتراضية في سورة آل عمران؟ هل كانت مواضع جملة الاعتراض في السورة الكريمة محلّ خلاف بين الشيخ والمعربين؟ وقد اقتضت طبيعة الموضوع اعتماد المنهج الاستقرائي التحليلي.