إن ما تجود به القرائح من منتوجات ومقطوعات تؤدِّي إلى حفظ اللغة، فضلًا عن أن هذه المنتجات الأدبية تنعكس فيها ناحيةٌ من نواحي الاجتماعية العامة، ويتمثل في نسيجها اللغوي كثيرٌ من مقومات المجتمع وما يكتنفه من شئون، كما تترجم عن عقلية صاحبها وعقيدتِه، ونظرتِه إلى الحياة وفهمِه لحقائق الكون. من هنا انقدح في ذهني أن أعيد قراءة النص الموروث بآليات المنجز اللّساني الحديث الذي أتاحته اللّسانيات الاجتماعيّة بآفاقها الرحيبة؛ محاولًا الوقوف على الأنساق الثقافيَّة والاجتماعيَّة التي يعكسها خطاب نازك الشعري في ضوء منجزات اللِّسانيَّات الاجتماعيّة. وقد قصدت من وراء تلك الدراسة الكشف عن المؤثرات الاجتماعية التي أسهمت في  تشكيل البنية اللغوية للنص الأدبي، إذ تعبِّر كل لفظة عن السياق الاجتماعي الذي نتجت عنه، والمؤمَّل في هذه الدراسة أن تُسهم في هذه البُغية. وقد تمحورت إشكالية البحث في الإجابة على هذا السؤال: أليس من المفيد للنص اللغوي أن يستثمر العلاقة القائمة بين اللغة وعلم الاجتماع في دراسة بنيته بمختلف تشكلاتها، واستكناه أسرارها بشتى معطياته وأدواته؟ ومن أجل الوصول إلى نتائج تنسجم مع أهداف الدراسة، فقد اتخذت الدراسة من قصيدة مأساة الحياة حقلًا لها، كما تمَّ نسج متنِ هذا البحث وفق منهج وصفي إحصائي تحليلي؛ علاوةً على الاستعانة بالمنهج المقارن أحيانًا. وقد تمَّ تقسيم الدراسة إلى: توطئة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة، وفهرس للمراجع، وفهرس للموضوعات. وقد توصلت الدراسة في خاتمتها إلى مجموعة من النتائج، كان من أهمها: إن دوافع الحزن والقلق واليأس قد سكنت نازك منذ طفولتها حتى كهولتها، فما إقامتها بناءً لغويًّا فخمًا للحزن في مأساة الحياة إلا انعكاسٌ صادق لدور المجتمع بكل أبعاده في لغتها.