يعد الأستاذ أحمد حسن الزيات أحد أعلام النهضة الحديثة في مجالات عديدة، وقد عُرف أديبًا ومفكرًا ومصلحًا اجتماعيًا، وكانت مجلته الرسالة مؤسسة ثقافية جامعة، وهذا البحث يعالج جانبًا قد أغفله الباحثون وهو الجانب اللغوي، وقد جعلته في قسمين: الأول: بحثت فيه عصره والتعريف به وييئته ونشأته وتعليمه وأخلاقه وصفاته ومجلته الرسالة وما امتازت به ونشاطه في قضايا الإصلاح الاجتماعي وما كتبه النقاد عنه، ومؤلفاته، وما دار حوله من دراسات علمية، ثم القسم الثاني: وكان الحديث فيه عن أثره في اللغة ويتمثّل في أمور ثلاثة هي: تمكّنه اللغويّ ووضوح ذلك في كتاباته، وأنه ارتقى بمستوى الكتابة الأدبيّة، ثم البحوث اللغوية التي اختارها ونشرها في الرسالة، ثم بحوثه اللغوية التي كتبها ونشرها في الرسالة وفي مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ونشاطه في لجانه، وتصويباته اللغوية، وما كتبه من بحوث أيقظت اللغويين المحدثين لحل مشكلة اللغة العربية في العصر الحديث "بعض الألفاظ المسموعة عن المحدثين على خلاف ما سُمع عن العرب الأولين" و"اقتراح زيادة موضع على المواضع الثلاثة التي يغتفر فيها التقاء الساكنين"، و"رأي في قولهم: سافر محمد على حسن" وغيرها من الموضوعات …وغايته كانت تنمية الثروة اللفظية للغة العربية في العصر الحديث لمواجهة الحضارة ومستحدثات الحياة وتيسير اللغة بهجر الغريب والحوشي وتيسير النحو والصرف والكتابة، وما قدمه من ألفاظ لم تُسمع عن العرب الأولين بالوضع عن طريق الاشتقاق والتوليد وأثر ذلك في حركة التحديث، ووفاء العربية بمطالب الحياة الجديدة وتحطيم الحواجز اللغوية التي تعوق هذه الحركة، وسيتضح ذلك في التفاصيل الواردة في هذا القسم، وقد أخذ المجمع بما عرض من ألفاظ ودخلت متن اللغة في المعجم الوسيط والمعجم الكبير.