"حجر دافئ"، من أشهر روايات الروائية "رضوى عاشور"، وهذه الرواية تعد من أكثر الكتب مبيعًا في مصر والعالم العربي منذ نشرها، كما تحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الثقافية والدوائر العامية. وقد وصفت رضوى عاشور خلال الرواية الواقع الاجتماعي، والسياسي والثقافي لمصر، في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، واقتربت بشكل كبير من الوعي العام وحياة العامة من المصريين، في تلك المرحلة التاريخية. كما عرضت رضوى في هذه الرواية، الأحداث التي كان لها تأثير عميق على مصر في السبعينيات، والثمانينيات، مثل الحركة الطلابية، والحركة العمالية في المجتمع المصري. كما تحدثت عن الطبقة الرأسمالية وتأثيرها على حياة الأسرة المصرية. وقد اعتمدت هذه الدراسة على  عدة مناهج، مثل: المنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي، والمنهج الفني التحليلي. تروي رضوى عاشور في رواية " حجر دافي " يوميات المجتمع المصري من خلال أسرة كبيرة، مكونة من الأبناء، والإخوة، والجيران، وتجمع شملهم جميعاً "شمس"، وهي المرأة الأرملة التي توفي زوجها، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، وتركها مع طفلين يتيمين وهما (بشرى) و (علي)، وتضم إليهما (سلمي) التي ترضعها وتربيها بعد وفاة أمها. وقد عانت (شمس) بعد وفاة زوجها معاناة شديدة، فقد تحملت وهي في سن صغيرة مسؤولية تربية أبنائها وحدها. فكانت دائمة القلق والخوف على مصير أبنائها ومستقبلهم.
إن بطلة الرواية "شمس" وأبنائهـا، يمثلون حيـاة وواقع المجتمع المصري، الذي حاول الوقوف في وجه الظلم والفساد السلطوي. كما مثلوا كفاح كل أفراد الأسرة لصنع مستقبل أفضل، فتعددت مواقفهم وطرق كفاحهم، فمنهم من اختار أن يبقى في الوطن ليواجه الواقع بكل مشكلاته، ومنهم من آثر الهجرة من أجل جمع المال لتحقيق طموحات وأحلام، لم يستطيع تحقيقها في وطنه.