تسعى هذه الدراسة إلى بيان منظور جديد للبلاغة المعاصرة، طبقًا لما استقرأه أحد أهم الباحثين المعاصرين في الدرس النقدي الحديث، وهو محمد العمري، الذي اعتمد على مفهومي التأثير والإقناع، ودورهما في التأسيس لبلاغة حجاجية، من خلال تأصيلها من الدرسين العربي والغربي القديمين، ومن ثم استعراض الرؤية النقدية المعاصرة لهذين المفهومين، من خلال هضم الثقافة الغربية، وخلطها بثقافته الخاصة. من هنا فإن هذه الدراسة اتجهت لتحقيق نظرة التخييل والإقناع بين الشعرية والخطاب عبر تحديد سياق تاريخي محدد، وعبر سرد مرئيات العمري يمكن ملاحظة جهده في فهم طبيعة الشعر والخطاب من جهة، وتلقيه لمنظور أرسطو وفلاسفة اليونان، واطلاعه على آراء النقاد العرب القدامى والمحدثين، منتقلًا إلى الأبعاد الحجاجية والتداولية الحديثة من جهة أخرى، ومع هذا فإنه لا يسلم مطلقًا بعلو  كعب المنظور الغربي، ولا يتوقف عند الترجمة التي تبعد عن فهم مرامي كاتبها فهمًا دقيقًا، وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج والتوصيات التي كشفت عن مكانة العمري في الدرسين البلاغي والنقدي، وأنه قدم خدمة جليلة للمكتبة العربية تتعلق بإعادة بلورة المنظور النقدي، وتحديد وجهة البلاغة بصورتها المعاصرة.