يستظهر البحث أسس الحداثة عند جبرا إبراهيم جبرا؛ عبر النَّظر الفاحص في بواعث تحرُّر الشِّعر، وآفاق تنظير النَّقد؛ بالاتِّكاء على استغوار التَّفكيك بيان النَّاقد، في "المجموعات الشِّعريَّة"؛ لمتغيَّا استبطان دوافع "التَّشكيل النَّثريِّ"؛ في ضوء تحوُّلات: الأدب، والثَّقافة، والحضارة، ضمن الإطارين: الإقليميِّ، والكونيِّ. ويعالج الباحث أطروحته ببيانٍ تمهيديٍّ في: (المُؤَثِّرات، والإرهاصات، والمصطلحات، والإشكاليَّات، والمرجعيَّات، والمراجعات)؛ لإضاءة حدود المقاربة التَّحليليَّة التَّالية، في أربعة مباحث؛ للبواعث: (الذَّاتيَّة والنَّقديَّة، والفنِّيَّة والبنائيَّة، والوطنيَّة والقوميَّة، والحضاريَّة والوجوديَّة)؛ بالتَّحليل التَّفكيكيِّ المُعَمَّق، والمدارسة التَّأويليَّة الكاشفة. وينتهج المبنى البحثيُّ توصيف المِهاد النَّظريِّ، واستنباط البواعث المحوريَّة، واستقراء خلاصات المقاربات، مع الاستناد إلى الآليَّات الإجرائيَّة ضمن "نقد النَّقد"؛ في نطاقي: الاستجلاء المُبِين عن أنظار جبرا، والاستدعاء المُوازِي لآراء النُّقَّاد الحداثيِّين. وتمخَّض تفكيك مقولات الخطاب النَّقديِّ عن فروع البواعث الجوهريَّة؛ إذ تضمَّنت (البواعث الذَّاتيَّة والنَّقديَّة: مطامح التَّجديد والتَّحديث، وملامح النَّقد والتَّنظير)، وشملت (البواعث الفنِّيَّة والبنائيَّة: مُقَوِّمات الموسيقا والتَّصوير، ومُؤَثِّرات البناء المتصاعد للمضامين)، وتبدَّت (البواعث الوطنيَّة والقوميَّة في: مجابهة النَّكبة، ومواجهة النَّكسة)، وتجلَّت (البواعث الحضاريَّة والوجوديَّة بأثرٍ من: روافد الإبداع، وشواهد التَّأمُّل). وتبقى هذه البواعث قابلةً للنَّظر الفاحص، فالرَّفض النَّاقض؛ بالاستناد إلى المعايير التُّراثيَّة الأصيلة في مقاربة "التَّشكيل النَّثريِّ"؛ لإقرار المصطلح المناسب للتَّجربة الحداثيَّة؛ في ظلِّ التَّباين البائن بين مصطلحي: "الشِّعر الحُرِّ"، و"قصيدة النَّثر"، في وصف "النَّصِّ الجديد" عند جبرا، من جانبٍ، والتَّناقض المستحكم بين قطبي مصطلح "قصيدة النَّثر"، في تنظير غيره، من جانبٍ آخرَ؛ ممَّا يستدعي الجهود العمليَّة والواقعيَّة؛ لاعتماد المصطلح البديل؛ الَّذي يضع تجارب التَّحديث في الموضع الدَّقيق من الأجناس الأدبيَّة؛ وفق الأسس الموضوعيَّة المبنيَّة على سُبُل: التَّبصُّر، والتَّمعُّن، والتَّمحيص؛ بمنطق الإنصاف في مسارات: الاستقراء، والاستدلال، والاحتجاج.