طوَّفت هذه  القراءة التي حملت عنوان (الإبداع في رحم السياق الآزم -قراءة في قصيدة "عبد المعين الملوحي يرثي نفسه": دراسة فنية تحليلية) في مسارب إبداع الشاعر لتقف على حضورٍ طاغٍ لشخصيته في ثنايا قصيدته في  ذلك السياق النفسي العسر، فقد أماط اللثام عن طبائعه وفلسفته ورؤاه وأفكاره. وتُلْقي القراءة الضوء على اهتمامه البالغ بقضايا وطنه والعروبة، وقد كشف النص عن شاعريته البالغة التي زجَّت به في مصاف كبار الشعراء الذين رثوا أنفسهم في تاريخ العربية، فلقد جاد (عبد المعين الملوحي)  في غضون تجربته بشِعْرٍ سلس نغمه، قويّ سبكه. وقد استطاع (الملوحي) أن يجمع بموهبته بين النَّفَس الشعري الطويل وجودة السبك ورائق اللفظ وجمال الصورة، ليُقَدِّم لوحةً فنيةً ماتعةً للمتلقي، يمَثِّل فيها (الوطن) نواةً مركزيةً وحجر الأساس في بنيتها. وقد قُسِّم البحث إلى مقدمةٍ، وتمهيدٍ عرضت فيه أهم المصطلحات التي دارت القراءة في فلكها، وهي: (الموت/ الاحتضار/ الرثاء) في محضنها اللغوي والفلسفي، وخمسة مباحث، تناول  أولاهم تحليل القصيدة موضوع الدرس (عبد المعين الملوحي يرثي نفسه) من ناحية المؤثرات والأبعاد، وانصرف المبحث الثاني إلى درس تلك المرثية في ضوء السياق الآزم الذي أفرزها، وبحث الثالث تجليات الماضي، واهتمَّ الرابع بعرض ثنائية (الأنا/ الآخر) فيها،  وناقش أخراهم بعض الملامح الأسلوبية والتصويرية للقصيدة موضوع الدرس، وقد ذيلته بملخصٍ يحوي أهم النتائج التي توصلت إليها القراءة، وقائمةٍ بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.