ميز العصر المتأخر الممتد من 1064-332ق.م تقريبًا بخصوصية الحكم والإدارة, فقد توالى ملوك هذا العصر على حكم مصر وكان لكل منهم نهجه في إدارة البلاد, وهو الأمر الذي أحدث نوعًا من انعدام الثقة في كبار موظفي الجهازين الديني والإداري في تلك الفترة, فكان مؤسس كل أسرة خلال ذلك العصر يسعى لضم أصحاب المناصب الكبرى في المؤسستين الدينية والإدارية إليه بصرف النظر عن كفاءته, وهو الأمر الذي تطلبته ظروف هذا العصر؛ لذا ظهرت بعض حالات الإقصاء والعزل لكبار رجال الجهازين الديني والإداري للدولة إبان تلك الفترة لأسباب سياسة في المقام الأول, وقد جاء البحث مقسمًا إلى أربعة مباحث: أولًا: بعض حالات الاقصاء الوظيفي في الجهاز الديني، ثانيًا: العزل الوظيفي في الجهاز الديني، ثالثًا: الاقصاء الوظيفي في الجهاز الإداري، رابعًا: العزل الوظيفي في الجهاز الإداري، وجرت العادة على أن الاقصاء يكون نتيجة لعدم توفر شرط من شروط الالتحاق بالمنصب، غير أن بعض الشواهد التاريخية في العصر المتأخر رصدت بعض حالات الاقصاء التي تمت دون توفر هذا الشرط؛ إذ كانت رغبة الملك هي من تحدد ذلك الأمر.