يهدف هذا البحث الوقوف على مرتكزات المدرسة البصرية، من خلال توضيح المكانة العلمية لمدرسة البصرة النحوية، وذكر مراحل الفكر النحوي فيها، وبيان ملامح منهجها، وذكر أصول الاحتجاج النحوي عندها، وقد تمحور الحديث في البحث حول الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، منها: ما مراحل الفكر النحوي في المدرسة البصرية؟، وما ملامح منهج المدرسة البصرية؟ وما أساليب الاحتجاج النحوي عند المدرسة البصرية؟ وقد كان المنهج المتبع هو المنهج الوصفي التحليلي. وقد أسفر البحث عن مجموعة من النتائج كان أهمها: أن المدرسة البصرية تُعدُّ سباقة في الفكر النحوي، حيث وضعت أصول هذا العلم. وانهم تشددوا في أخذ اللغة عن العرب الأقحاح من البوادي والقبائل التي لم تفسد سليقتها. وأنهم اشترطوا في العربي: الفصاحة والبداوة وسلامة اللغة، وفي الراوي: الثقة والدقة والضبط، وفي المنقول: الاطراد مع القواعد، فإن خالف القواعد والقياس فهو شاذٌّ، وأنهم استدلوا بالقرآن الكريم ولغة العرب شعرًا ونثرًا، وضيقوا الاستدلال بالحديث الشريف، كما أنهم لم يتوسعوا في السماع كالكوفيين وقصروا ذلك على قبائل بعينها، وأنهم أعملوا القياس، وتوسعوا في الأقيسة وكشفوا عن براعة منطقية في الاستدلال القياسي، كما أن التعليل النحوي قد نضج في رحاب المدرسة البصرية، حيث كشفوا عن تعليلات نحوية عميقة، وما تركوا وجهًا ممكنًا تعليلُه في كلام العرب إلا التمسوا تعليله.