تتناول هذه الصفحات الازدواج من منظور اللغويين (نحويين وصرفيين) على غير ما تعوده الدرس اللغوي من دراسة الازدواج من منظور البلاغيين باعتباره عندهم محسنًا لفظيًّا، ودراسته في هذه الصفحات من ناحية نحوية وصرفية في محاولة تغطية صوره التي ورد عليها وآثاره النحوية والصرفية فيما تناقله الرواة من أساليب عربية، وتبين تلك الصفحات كيف كان للازدواج أثره في العدول عن القاعدة النحوية والصرفية إلى قاعدة أخرى لا يندرج المعدول به تحتها لا لشيء إلا ليزاوجوا بينه وبين لفظة أخرى، فعدلوا عن جمع ما حقه أن يجمع جمع سلامة إلى جمعه جمع تكسير، كما عدلوا من صيغة جمع إلى أخرى، كما أنثوا ما حقه التذكير، بجانب قضايا الإعلال والإبدال التي دخلت كلمات في العربية لا لشيء إلا للازدواج، وكذا حصل التخفيف والتشديد للفظة لتناسب أخرى، كما عدوا الفعل اللازم بنفسه ، وأجروا الرباعي مجرى الثلاثي عند صياغة المشتقات منه، أنابوا بعض المشتقات بعضها عن بعض، بادلوا الموقع الإعرابية بعضها ببعض، وغيروا الأوزان في الاسم والفعل لأجل الازدواج، كما ناب الضمير عن الضمير، وأعربوا لأجله المبنيّ كما فكوا لأجله ما حقه أن يدغم، تناثرت تلك الألفاظ والأساليب التي دخلها الازدواج وترك أثره فيها في كتب التصانيف المختلفة لتظهر من خلال دراستها ومدارسة أقوال العلماء فيها مظهرا من مظاهر طواعية اللغة للتصرف والتصريف في جو عامة القواعد النحوية والصرفية.