إن القرآن الكريم الذي أُنزل على رسولنا خاتم النّبيّين وسيّد المرسلين هو المعجز الّذي سخّر أئمّة السّلف وأهل الّلغة والعلم والمفسّرون جهدهم لتبيان أوجه الإعجاز فيه، فالقرآن الكريم هو كلام اللّه -U - نزل دليلا على نبوّة سيّدنا محمّد r، وشاهدا على مصدره الرّباني، ثم إنّ هذا المعجز الإلهي قد دُرس من الوجهة البلاغيّة؛ لتبيان أوجه الإعجاز البياني في لغته وتراكيبه، ثم اُهتمّ بعد ذلك بدراسة موضوعاته العامّة، كالغيب والتّشريعات والحقائق العلميّة وغيرها. وكما اهتم علماؤنا الأوائل بدراسة أوجه الإعجاز في القرآن الكريم انشغل ـ أيضا ـ المعاصرون من العلماء في الكشف عن المعارف الكونيّة في كتاب الله U، والجمع بين ما جاء فيها وبين النّظريّات العلميّة الحديثة، واُصطلح عليها بمصطلح (الإعجاز العلميّ).ومن الهيئات المعاصرة التي اهتمت بالإعجاز العلميّ الهيئة العالميّة للإعجاز العلميّ في القرآن والسنّة في رابطة العالم الإسلاميّ التي أصدرت مجلّات علميّة تهتمّ بقضايا الإعجاز العلميّ في القرآن والسنّة النّبويّة الشّريفة، ولعلّ الدّاعي إلى فكرة البحث هو مناقشة الألفاظ العلميّة في الآيات القرآنيّة التي وردت في بعض المقالات العلميّة ودراستها من حيث المادّة والصيغة وسياقها الاستعماليّ في تلك الآيات القرآنيّة.