تبحث الدراسة الجُهود اللُّغوية في التفكير الصوتي في الدرس النحوي للعلاّمة محمَّد بن إبراهيم البنَّا، ولا يمنع مِن أن يكون للبنا آراءٌ وجهودٌ أُخرى ضمَّنَها مُؤلَّفاتِه الأخرى، فالرجل معروف في أواساط الدارسين والباحثين بأنه درَّس علم الصوتيات في المعامل الصَّوتيَّة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، ويظهر أنَّ هذا الأثر يغلب على كلّ قضية من القضايا اللغوية التي يتناولها، وتكمن أهميَّة هذا العمل في الوقوف على جهوده الصوتية في دراساته النحوية، وتقوم إشكاليَّة هذه الدّراسة على ما تميّز به الدكتور محمد البنا بآراء جديرة  بالدراسة تنمُّ عن نضوج الفكر اللُّغوي لهذا العَلَم البارز في مختلف جوانب اللُّغة، مع التحقق منها والنظر فيها ومتابعتها والتعليق عليها مع بيان الرأي العلمي فيه سواء بالتأييد أو غيره، كما تقوم إشكالية الدراسة أيضاً على الكشف عن جهوده في التحقيق، وبيان منهجه فيه، بقصد الوصول عن قضية التأثير والتأثر عنده في هذا الجانب، وبيان ما له وما عليه؛ حيث لم تَقُم دراسة كافية جامعة لمجهوداته في نطاق عمل علميّ موحَّد، ويكمن تجلّية هذه الإشكاليَّة في تساؤلات البحث كيف وظَّف البنا الفكر الصوتي في معالجة بعض القضايا الصوتية في مسألة الإعراب مثلاً وغيرها من المسائل؟ ما مدى تأثُّر فكر البنا بالأعلام اللُّغوية التي أَكبَّ في كتاباته عليها؟ وتنحصر دراسة حدود هذا البحث: في الحدود الزمانية والمكانية التي تشمل دراسة مؤلفات البنَّا المؤلفة على هيئة كتب أو مقالات أو محاضرات وما تتضمنه من الحديث حول موضوعات لغوية مقتبسة من نصوص النحو المختلفة، إلى جانب حدود البحث الموضوعية المتمثلة في بعض الأداءات الصوتية وأثرها في بعض القضايا النحوية، أما منهج البحث فقد اتبعت المنهج الوصفيَّ التَّحليليَّ