تناولت هذه الدراسة كتابي الحجة في القراءات السبع لابن خالويه، والإقناع في القراءات السبع لابن الباذش، دراسة موازنة مقارنة في المنهج والمصطلحات المستخدمة والاستشهاد، وطريقة التناول والمعالجة، ويهدف البحث إلى إبراز أوجه الشبه والاختلاف بينهما في المصادر، والمنهج، والاستشهاد، والتهليل والترجيح... هذا وقد اتَّبعتُ في بحثي المنهجَ المقارن القائم على الوصف التحليل، بالوقوف على أوجه الشبه والاختلاف بين الشيخين، عارضًا نص العالمين موضحًا رأيهما ذاكرًا وجهة نظري مع التعضيد بالأدلة والبراهين..ورغم أن في الموازنة والمقارنة أبحاثًا كثيرة ومتنوعة إلا أنه لم أعثر دراسة تناولت الكتابين محل الدراسة من قبل، وجاءت الدراسة في مبحثين تسبقهما مقدمة ومهاد، وتقفوهما خاتمة وفهارس فنية، وكان من أهم النتائج التي توصلت إليها: التزام ابن خالويه بالاختصار والإيجاز في توجيه القراءات توجيهًا نحويًّا وصرفيًا، واقتصار ابن الباذش على التوجيه الصرفي فقط الذي اقتضته أبواب القراءة الأصول، كما أن ابن خالويه عوَّل على المشهور الواضح في حين أن ابن الباذش كان متعمقًا ومناقشًا، وأيضًا عدم اكتفاء ابن خالويه على توجيه القراءات السبعة بل وجه غير السبعة في حين اقتصر توجيه ابن الباذش وشرحه على القراءات السبعة، وأخيرًا كثرة استشهاد ابن خالويه بالشواهد الشعرية والأحاديث النبوية في حين قلَّ ذلك عند ابن الباذش.