إن طريق الأصبهاني عن ورش يشترك مع رواية قالون في كثير من الأصول، مما جعل بعض الأئمة في المغرب العربي يقرءون بهذا الطريق عن ورش بدلا من طريق الأزرق؛ طلبا للتخفيف على المصلين وعلى أنفسهم، حيث إن طريق الأصبهاني ليس به إشباع للمد، ولا كثرة الإمالات، وتغليظ اللامات، وترقيق الراءات، خلافا لطريق الأزرق؛ لذا ذكر أهل العلم أن الحدر - وهو الإسراع بالقراءة- مذهب من قصر المنفصل كقالون والأصبهاني عن ورش، أما ورش من غير ‌طريق ‌الأصبهاني فمذهبه التحقيق، ومعناه: المبالغة في الإتيان بالشيء على حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان منه. ولما كانت القراءة السائدة في دولتي ليبيا وتونس وغيرهما هي رواية قالون أردت أن أبيِّن مواضع الاختلاف بين رواية قالون وطريق الأصبهاني عن ورش من طريق طيبة النشر لابن الجزري، وقد كُتب كثيرا في الفرق بين روايتي قالون وورش من طريق الشاطبية، أما هذا البحث فيدور حول رواية قالون وطريق الأصبهاني عن ورش من طريق طيبة النشر، وبالاطلاع عليه يستطيع من يقرأ برواية قالون من طريق الشاطبية أن يقرأها من طرق الطيبة أيضا، كما يمكنه أن يقرأ بطريق الأصبهاني عن ورش، وهو من طريق الطيبة، ويستطيع من يقرأ بطريق الأصبهاني عن ورش أن يقرأ برواية قالون من طريقي الشاطبية والطيبة، وسيعتمد البحث المنهج الاستقرائي والوصفي.