يهدف هذا البحث إلى التوفيق بين آليات التحليل البلاغي وآليات تحليل الخطاب الحديثة في المنهج التداولي  من خلال تحليل ودراسة نماذج مختارة من أبيات  الشاعر السعودي غازي القصيبي ومقاربتها تداوليا وبلاغيا من خلال عرضها على نظرية الاستلزام الحواري لـ( بول غرايس (1913-1988م)، والكشف عن أفكار الشاعر ومقاصده وخلجاته النفسية الكامنة في النص الشعري وفق قواعد مبدأ التعاون لنظرية الاستلزام الحواري، وهذه القواعد هي: قاعدة الكم، وقاعدة الكيف، وأيضًا قاعدة الطريقة، ثم قاعدة العلاقة، وقد اتخذت الدراسة من التداولية منهجا في تحليل شعر غازي القصيبي وفق آلية الاستلزام التخاطبي متمثلة بمبدأ التعاون الغرايسي مع الاعتماد على علوم البلاغة الثلاثة (المعاني- البيان– البديع) وما تشمله من أساليب بلاغية متنوعة ساهمت في الكشف عن الطريقة التي خالف بها الشاعر كل قاعدة من القواعد الأربعة للتعبير عن مقصده، وبناء على ذلك فقد جاءت الدراسة في مقدمة اشتملت على أهمية هذه الدراسة، والهدف منها، وخطتها، وتمهيد ضم إطارا نظريا للتعريف بمبدأ التعاون وظاهرة الاستلزام الحواري وجذورها في التراث النقدي والبلاغي، وأربعة مباحث شملت: قاعدة الكم، قاعدة الكيف، قاعدة الطريقة، وقاعدة العلاقة، ومن ثم خاتمة تم إثبات نتائج البحث فيها.